:ماذا يحدث في جسمك بعد 60 دقيقة من شرب الكوكاكولا

في 8 مايو 1886 تمكن صيدلي أمريكي يدعى جون ستيث بمبرتون الذي كان يملك صيدلية "جاكوبس" في أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية من تركيب منتج بديل للكحول من خلال إضافة ثاني أكسيد الكربون إلى المياه مع محليات (سكر أو أسبارتام) ومادة "الكوك"المستخرجة من ورق الكوكايين ونكهة "الكولا" المشتقة من بذور نبتة الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين ، وتوصل إلى إنتاج الشراب المعروف اليوم باسم "كوكاكولا" ، كان الشراب يباع في سنته الأولى في الصيدلية تحت اسم "نافورة شراب الصودا" باعتباره نوع من الدواء الذي يقوي الأعصاب ويخفف من آلام الرأس كما يساعد على عملية الهضم حيث كان هناك اعتقاداً شائعاً في تلك الفترة في الولايات المتحدة أن المياه الفوارة مفيدة للصحة، إضافة إلى اعتباره مشروبا منعشا ولذيذ، لكن و مع تطور و الطب و العلم معا و اللذان لطالما كشفا ما تخبؤه تلك القارورة الجميلة الشكل من أخطار على جسم الإنسان و التي تبدأ آثارها عليه في الدقائق الأولى من شربها.

العشر دقائق الأولى :

بعد الفراغ من شرب قنينة من سعة 33 سل يكون الفرد قد إستهلك ما يقارب 25 غرام من السكر أي ما يعادل 7 قطع و هي كمية كبيرة إلا أن حامض الفسفوري الموجود في المشروب يقلل من الشعور بذلك و الذي بدوره يؤثر في الكلى (ما بين 44 إلى 64 مغ في 33سل من المشروب) ، و عليه فإن هذه الكمية الهائلة من السكر تعرض جسم الإنسان لأمراض كثيرة من سمنة و سكري و تسوس للأسنان .

بعد عشرون دقيقة:

إرتفاع نسبة السكر في الجسم بشكل حاد مما يجبر البنكرياس على إنتاج الأنسولين بقوة فهي وحدها يمكن أن تساعد في تحويل الفائض الضخم من السكر إلى دهون حيث أن الجلوكوز هو بالنسبة للجسم سم قاتل عندما يكون بجرعات عالية في الدم. إلا أن الكبد هو قادرة على تخزين الجلوكوز ولكن قدرتها محدودة جدا ..

بعد أربعين دقيقة :

يتم امتصاص كمية كبيرة من الكافيين (33مغ في 33سل) الموجودة بالقارورة بشكل كامل من قبل الجسم مما يؤدي إلى توسع بؤبؤ العين و كذا رفع ضغط الدم وفي الوقت نفس فإن مخزون السكر في الكبد لم يعد يحتمل ، مما يتسبب في إطلاق السكر في الدم .

بعد 45 دقيقة : 

يبدأ الجسم بإنتاج المزيد من الدوبامين و هو الهرمون المسؤول عن السعادة في الدماغ (سيكون نفس رد الفعل في حالة تناول الهيروين) ،السكر يعزز الادمان لدرجة أنه أظهرت دراسة أن إدمان السكر كان اكثر من ادمان الكوكايين ...

خلال ساعة :

يتحد حامض الفوسفوريك مع الزنك و الكالسوم و المغنيزيوم في الأمعاء الدقيقة مما يعطيها نشاطا قويا يحرم الجسم من الإستفادة منها و كذا الماء و الصوديوم ليفقده الجسم...

بعد ساعة :

إنخفاض سريع لنسبة السكر في الدم  (hypoglycémie)، ومستوى الطاقة سواء البدنية والعقلية ينهارمما يؤدي

على الخمول و الإكتآب .

ـ و في الأخير و لمنع هذه السلسلة من الكوارث ، والحل الحقيقي الوحيد الذي يبقى هو شرب أصح و أفيد مشروب منذ الأزل ألا و هو الماء .

بقلم: ط.هشام

ط.هشام مدون جزائري مهتم بالثقافة في شتى مجالاتها ، محب للمشاركة عسى أن يفيد الجميع و يستفيد